mercredi 16 mai 2012

البنك الدولي يحذر من مغبَّة الإقصاء الاقتصادي للشباب المغربي



البنك الدولي يحذر من مغبَّة الإقصاء الاقتصادي للشباب المغربي     
خَلُص تقرير جديد صادر عن البنك الدولي، إلى أن ما يعادل ثلث الشباب بالمغرب والمتراوحة أعمارهم ما بين سن 15 - 29 سنة يفتقرون إما لعمل أو لمقعد دراسي وهو ما يشكل 30 في المائة من مجموع الساكنة، ونسبة 40 في المائة من الساكنة البالغة سن العمل المتراوح ما بين 15 و 64 سنة.
ويقوم التقرير الحامل لعنوان "النهوض بالفرص المتاحة للشباب ومشاركتهم بالمغرب" على تحليل أسباب الغياب المنتشر لنشاط مهني أو دراسي لدى الشباب المغربي، كما يطرح سلسلة من الاقتراحات لدعم إدماج أكبر لفائدة الشباب في الحياة الاجتماعية والاقتصادية للمملكة.
واعتمد التقرير الذي تم عرضه أمس الإثنين بالعاصمة الرباط، على وجهات النظر الشخصية للشباب، حيث تم إجراء بحث ميداني على عَـيِّنة من 2000 أسرة مغربية في أنحاء مختلفة من البلاد، كما تم استجواب 2883 شاب وشابة ضمن تلك الأسر، وذلك بُغية تسجيل تطلعات شريحة متنوعة المشارب من الشباب عبر البلاد، وتحديد العوائق التي تحول دون إدماجهم.
في غضون ذلك، قال عز الدين أقصبي الخبير الاقتصادي المغربي في تصريح لـ"هسبريس"، أن هذه الأرقام لم تشكل مفاجأة كبيرة بالنسبة له وأنه كان يتوقع رقما أكبر من النسبة المذكورة في تقرير البنك الدولي والمتمثلة في 30 بالمئة من العاطلين. والأمر يعود حسب الأستاذ الجامعي إلى عدم احتساب عدد من يعملون لساعات محدودة جدا خلال اليوم أو الأسبوع إضافة إلى العاملين بدون أجور والذين يدخلون بدورهم في زمرة العاطلين.
وخلص الدكتور أقصبي إلى أن الوضعية جد معقدة وصعبة، معتبرا أن إعطاء نسبة معينة لظاهرة البطالة يبقى أمرا لا معنى له نظرا لخصوصية المشكل البنيوية، حيث ذكر الخبير الاقتصادي أن 65 بالمئة من الشباب كانوا عاطلين عن العمل على المدى الطويل لمدة وصلت إلى 3 سنوات، وأن 25 بالمئة من الشباب كانوا عاطلين لمدة وصلت إلى 5 سنوات، وأن النسبة ترتفع إلى حدود 50 بالمئة من الشباب الذين لم يشتغلوا قط. زد على ذلك 48 بالمئة من حاملي الشواهد التكوين المهني هم من العاطلين.
وأضاف الخبير الاقتصادي المغربي، أن السياسة الحكومية الجديدة لا زالت تحافظ على نفس خط سير الإجراءات القديمة، مؤكدا على أن الحكومة المغربية لا تمتلك رؤية واضحة المعالم بهذا الخصوص ، مسجلا انعدام الوعي والإمكانات اللازمين من أجل التصدي لمشكل البطالة داخل المجتمع المغربي.
في ذات السياق قالت إنغر آندرسن، نائبة رئيس البنك الدولي لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا بأن الشباب يمثل مستقبل المغرب وأن التغلب على إقصاء الشباب يُمكن أن يكون له أثر هام على تقدم البلاد وازدهارها.
وأوصى التقرير بضرورة جعل الشباب جزءً من الحلول المُـقترَحة، والنظر إليهم كمشاركين نشطين في تهيئة وتقييم البرامج التي تهدف إلى إرضاء احتياجات الشباب، مشيرا إلى أن هذه الفئة تُـشَـكِّل " هبة " ديمغرافية بالنسبة لبلد يتوفر على اقتصاد مطرد النمو قادر على خلق فرص شغل.

0 التعليقات:

Enregistrer un commentaire