كارولين فان سولين
لدى الشاب المغربي ابراهيم وايبينغا مهمة وهي الكشف عن سماسرة الجنس الشباب (المعروفين باسم لوفر بويز) ضمن الجالية المغربية. ابراهيم الذي يعمل كناشط اجتماعي لمساعدة الاحداث، اختارته قناة الجزيرة الانجليزية ليكون الشخصية الرئيسية في فيلم وثائقي تصوره القناة ومدته نصف ساعة. اسم الفيلم " الشبان القوادون او " لوفر بويز" Lover Boys وستبثه القناة هذا الاسبوع، من اجل تسليط الضوء على النقاش الدائر حول الاتجار بالبشر في جميع انحاء العالم.
تقول المنتجة في قناة الجزيرة الانجليزية انغريد فالك "إن هذا الفيلم الوثائقي يظهر نجاح مقاربة المشكلة من قبل الجالية المغربية". تعتبر فالك أن "الشبان القوادين" يشكلون جزءا من شبكة عالمية اوسع من المتاجرين بالبشر. في هولندا مفهوم "لافير بوي" او القواد الشاب معروف ، ومنذ فترة قصيرة برز مفهوم القوادة الشابة: وهم الشبان او الفتيات الذين يدعون الحب او الصداقة، وبدلا من ذلك يستدرجون ضحاياهم ببطء الى عالم الدعارة. هناك تركيز كبير على هذا الموضوع من قبل السياسيين الهولنديين ووسائل الاعلام.
في هولندا من الممكن اعطاء صورة واضحة عن هؤلاء السماسرة الشباب وضحاياهم، وذلك لانه من السهل الحديث عن هذا الموضوع، حسب رأي انغريد فالك. وتقول "كما هو الحال في الكثير من المشاكل الصعبة، هناك حاجة الى اشخاص شجعان من اجل فهم مدى تعقيد هذه الحالات والجرأة بالحديث عنها. هذا الامر يجعل الشخصيات الرئيسية في الفيلم الوثائقي حساسة للنقد، لكنها خطوة مهمة في معالجة هذا النوع من الاتجار بالبشر".
ارقام مقلقة
الارقام التي يقدمها الفيلم الوثائقي مقلقة للغاية: إن هولندا هي واحدة من المراكز الرئيسية للمتاجرة بالبشر في اوروبا الغربية. الشرطة والعاملون في المجال الاجتماعي والائمة يقدرون ان 40 % من "الشبان القوادين" أو اللوفر بويز هم من اصل مغربي، وربع الضحايا هم من الهولنديات، ولكن لا يوجد ارقام واضحة في هذا المجال.
تعاني معظم البلدان التي تبث فيها قناة الجزيرة الانجليزية من مشاكل الاتجار بالبشر والدعارة. اظهر بحث قام به المركز الوطني للاولاد المفقودين والمستغلين في الولايات المتحدة الامريكية ان عدد ضحايا الشبان القوادين سنويا هو ما بين 100 الف و250 الف ضحية. وفي بريطانيا ينال هذا الموضوع اهتماما متزايدا من قبل وسائل الاعلام. حيث حُكم الاسبوع الماضي على مجموعة من الشبان القوادين من اصل باكستاني وافغاني بالسجن، في دعوى قضائية مطولة اثارت الكثير من اهتمام وسائل الاعلام.
الضحايا من المواطنين الاصليين
تقول مخرجة الفيلم الوثائقي جوليا روك "خلال بحثنا حول هذا الموضوع في هولندا وانكلترا تبين لنا ان الضحايا في معظم الحالات هم النساء من السكان الاصليين. لقد ذهلنا من هذا الامر، ومن المرجح ان يكون الامر نفسه في البلدان الاوروبية الاخرى".
لكن على الرغم من ان الضحية في كثير من الاحيان من السكان الاصليين، الا ان هناك فتيات مسلمات يقعن ضحية الشبان القوادين ايضا. يقوم ابراهيم بحملة من اجل كسب الدعم لمطلبه الداعي الى رفع السن القانوني للعمل في البغاء في هولندا الى 21 عاما. هكذا يصبح بالامكان تجريم القوادين في وقت مبكر.
الضعف
تبحث جوليا روك عن الحل من جهة الضحايا. وتقول "الكثير من الشبان القوادين يعترفون ان الفتيات (الاوروبيات الغربيات) هم اكثر سهولة من الفتيات المسلمات، وذلك لان عائلات المسلمات تتدخل اكثر بشؤونهن وتراقبهن. علينا ان نسأل انفسنا لماذا الغربيات اكثر عرضة لذلك. هل هناك شيء ما في ثقافتنا الغربية يتوجب علينا تغييره؟".
احد الاسباب التي تجعل من الصعوبة مناقشة هذا الموضوع هو في التابو الذي تفرضه الثقافة الإسلامية على مناقشة المواضيع ذات الصلة بالجنس والبغاء. إلا ان الشيخ احمد الوزاني يظهر ان امكانية تغيير هذه العقلية واردة. وهو يعمل في ايندهوفن سويا مع ابراهيم وبشكل وثيق من اجل وضع حد لمشكلة الشبان القوادين.
إحراج
"لدي المسجد والقرآن والسنة واستخدمهم من اجل توعية المجتمع حول هذه المشكلة. كما انني لا التزم بالتقليد المتبع بعدم التحدث بالمواضيع الحرجة" يقول الشيخ الوزاني في الفيلم الوثائقي.
"يلعب الائمة دورا كبيرا في مواجهة المشاكل السياسية والاجتماعية" يقول الصحافي المصري محمد درويش ردا على الريبورتاج. يعمل درويش في قناة الجزيرة في الدوحة ويقول "سوف يستغرق الامر طويلا قبل ان تقوم دول الخليج والعالم العربي بتغيير طريقة التعاطي مع الجرائم الجنسية، ولكن هذا لا يعني ان ليس بمستطاعهم ذلك".
0 التعليقات:
Enregistrer un commentaire