الأحد 20 ماي 2012 - 23:33
قال الشيخ عبد البارئ الزمزمي، العضو المؤسس في الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، في تصريحات خص بها هسبريس، إنه إذا كان الدكتور أحمد الريسوني ـ عالم مقاصد الشريعة والرئيس السابق لحركة التوحيد والإصلاح ـ يريد النُّصح الرشيد، فعليه أن يُدلي بالنصيحة أساسا إلى حكومته باعتبار أن عددا من أعضائها هم من بني جلدته.
ويقصد الزمزمي ما تحدث عنه الريسوني أخيرا بخصوص "قُبح وشناعة المشهد المشين المهين الذي يتكرر علينا كل سنة فيما يسمى حفل الولاء، حين يجبر جموع من الناس على الركوع الجماعي للملك وفرسه كأنهم في صلاة وعبادة"، قبل أن يجزم الفقيه المقاصدي بأن "الركوع في الإسلام لا يجوز لغير الله تعالى".
وأوضح الزمزمي بأنه كان على الريسوني أن ينصح حكومته أولا بأن تكون خطواتها سديدة وفعلها سليما، وأن تقوم بما عهده الله تعالى إلى الحاكم المسلم، مصداقا لقوله سبحانه: ﴿إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الأمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ أَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ﴿.
وعاد الزمزمي للحديث عن حفل الولاء الذي يقام كل سنة بالمغرب بالتأكيد على أنه دأْبٌ قديم جرت به العادة والعرف الذي يرتبط بتعظيم الملوك منذ زمن بعيد في البلاد، حيث كان المغاربة لا يركعون فحسب بل كانوا يسجدون أيضا لملوكهم؛ من قبيل الطقوس التي كانت متواجدة في عهد الملك الحسن الأول.
ويشرح الفقيه بأن الاختلاف بين سجود الناس في المغرب لملوكهم في عصور سابقة وبين سجود الأقوام لنبي الله يوسف عليه السلام مثلا، هو كون السجود في زمن يوسف كان مشروعا، فيما السجود الذي كان يقوم به الناس في المغرب قديما إزاء الملوك كان مجرد عادة وعُرف اجتماعي ينم عن إجلال الناس لهؤلاء الملوك وتعظيمهم.
وأبرز الزمزمي بأن هذه الطقوس خفَّت بشكل ملحوظ ولم تعد كما كانت في الماضي، ولعلها في الطريق إلى الزوال، كاشفا بأنه سمع من كواليس محيطة بالملك نفسه كونه غير راض عن هذه الطقوس، مشيرا إلى أنه مع ذلك فالأمر ليس بيد الملك، بحكم أن تلك المراسيم البروتوكولية ضاربة في القدم، ما يجعله يُسايرها إلى حين إلغائها مع مرور الوقت.
0 التعليقات:
Enregistrer un commentaire