الصورة تركيبية
غد الجمعة عيد المؤمنين , تحل علينا أولى أيام مهرجان ( الشطيح و الرديح ) , مهرجان موازين , رغم ما صاحب هذا الحدث من آراء و مواقف مناهضة له , و أظن أن الكل يعرف الأسباب وراء كل تلك المواقف المعادية للمهرجان , فكان أول المقاطعين حتى وقت قصير رئيس الحكومة السيد عبدالاله بنكيران , الذي لطالما صرخ , و ولول , و ( خبط الطوابل ) من اجل إيقاف زحف هذا البلاء الذي ألم بالشعب المغربي ضدا عن إرادته , لكن الجديد في الموضوع أن السيد رئيس الحكومة قد تغيرت مواقفه السابقة رئسا على عقب ,تماما عكس ما كان قبل شهور من تسلمه زمام رئاسة الحكومة , فما الذي تغير يا سيادة الرئيس ؟
كنا ننتظر أن ينتفض حزب العدالة و التنمية ضد هذه المهرجانات التي لا تخدم مصالح البلاد بقدر ما تغرقها في دوامة من المشاكل التي نحن في غنا عنها , إلا أن شيئا من ذلك لم يحدث , هنا فقط تيقنت أن الأمر اكبر من بنكيران و حكومته التي عينها الشعب , و التي يجب تستجيب لإرادته , و الشعب يقول بمقاطعة موازين , فكيف إذن تمارس الوصاية على شعب بأكمله , من اجل أقلية تأيد هذه الفوضى , و التي لا تمثل حتى خمس هذا الشعب .
و يبدوا أن موازين هذه السنة ستكون بإيقاعات مختلفة تماما عما كان من قبل , حيث أن الأرقام و الاعتمادات المخصصة له ارتفعت , بعدما خرج أعضاء الجمعية المنظمة عن صمتهم , زاعمين أن تنظيمه يعتمد على موارد خاصة لا علاقة لها بأموال الشعب , و كأنهم يستخفون بعقولنا , أو ربما يختبرون ذكائنا , ناسين أو متناسين أن هذه الشركات العملاقة المساهمة في هذه المهزلة مجبرة على تخصيص نسبة 10 بالمائة من مجموع أرباحها من اجل تسخيرها في الخدمات الاجتماعية و الرياضية و الفنية... إذن أليست هذه المبالغ من حق الشعب ؟؟
كنت أتمنى أن يتم التعامل مع مهرجان موازين بنفس الوثيرة و الكيفية التي تم التعامل بها مع المعطلين أصحاب محضر 20 يوليو الذين ( كلاو ما كلا الطبل نهار العيد ) في تنكر تام لكل ما جاء من وعود على لسان بنكيران قبيل التنصيب , فلو وفرنا سنويا كل تلك المبالغ الهائلة التي تغدق بسخاء في جيوب فنانين مقابل ساعة و ساعتين على ابعد تقدير فوق , و ثم استثمارها بشكل جيد , لما تبقى لدينا معطل واحد أمام البرلمان , لكن للأسف ( فلوس اللبن كيديهم زعطوط ) , فماذا جنينا من هذا المهرجان ؟ سيقولون لك تعليلا لهذا السؤال : النشاط ... الفرحة...الترويح عن النفس ... أقول لهم يمكننا أن نخلق نفس الأجواء و بنفس حجم الجماهير التي تحضر كل سنة إذا أعيد الاعتبار للفنانين المغاربة الذين يمثلون هويتنا الثقافية العربية المغربية , و الذين من الممكن أن يخلقوا نفس الأجواء من الفرحة و السرور و النشاط , بعيدا عن كل الثقافات الدخيلة التي أصبحت تجتاح كل البلاد العربية بشكل خطير , و التي تجتث هويتنا من الجذور كما تأكل النار الحطب , حتى غدا شبابنا مشتت العقل و الفكر و الهوية و الأخلاق , بعدما أصبح تائها بين ما يتلقاه يوميا من موجات مختلفة من ( الستايلات ) الغربية , فهل بهذه الطريقة يمكننا أن نصنع شبابا وازنا مثقفا و واعيا ... لا ثم ألف لا ؟؟؟
أنا لست ضد إحداث مهرجانات , لا , بل على العكس تماما , فنحن محتاجين بين الفينة و الأخرى إلى الفرحة و الترفيه عن النفس , لكن السؤال المطروح هنا هو : هل الظرفية الصعبة التي تعيشها البلاد تسمح بموازين ..؟
أظن أن الرسالة قد وصلت , و عرف الكل قصدي الذي قد يزعج بعض المسامع التي لا ترتاح إلا على صوت نانس عجرم أو ويتني هوستن أو شكيرا ... و ما أتمناه أن تكون خطاباتك يا سيادة رئيس الحكومة بالقدر الذي قد لا يجعلك في موقف حرج مع الشعب يوما ما , نعم الشعب الذي وضع ثقته في حكومتك , و فوض أمره إلى الله , فهل حقا أديت الأمانة ؟
عجبا لأمر هذا المهرجان , الذي أغضب أمره حتى الشجر والحجر والسماء التي تلبدت بغيم أسود بعدما عشنا طوال عشرة أيام الماضية ارتفاعا مفرطا في درجة الحرارة , غضب يوازي غضب شعب بأكمله , طالب و صرخ و و و: الشعب يريد إسقاط موازين ... لكن يبدوا انه لا حياة لم تنادي , و ما علينا إلا الصبر فلعل في الصبر حكمة , و الحكمة التي استنتجتها من خلال خطابات بنكيران في مواقفه الرافضة لمهرجان موازين , انه ليس ما يقال حق , و انه ليس كل ما يلمع ذهبا ...
(فيديو النفاق السياسي للعدالة والتنمية قبل سنة من الأن )
0 التعليقات:
Enregistrer un commentaire